متحف طهران للسجادات
مسحوراً بين عظمة التاريخ و روعة الالوان و دهشة النقوش في متحف طهران للسجاد الايراني
عندما نتحدّث عن تجوالٍ لا يُنسى في العاصمة الايرانية طهران يجب أن لا ننسى متحف طهران للسجاد الايراني بإعتباره أحد أبرز معالم المدينة المستقطبة لأفواج السياح حيث يلفت عيونهم بعرضٍ مذهلٍ لمجموعةٍ نفيسةٍ و فاخرةٍ للسجادات الايرانية العائدة تاريخها الى القرن التاسع الهجري الى عصرنا الحاضر و يجذب أنظارهم بمسيرةٍ رائعةٍ قضاها هذا الفنّ العريق حتى وصل الى ما هو عليه الآن من المكانة المرموقة بحيث عندما يتكلّم العالم عن صناعات ايران اليدوية سيجعل دون شكّ السجاد الايراني في ذروة قائمتها و يَعتبره من أقدم الحرف و أفخرها تصميماً و حياكةً و أروعها لوناً و نقشاً و أكثرها تنوّعاً و تفرّداً
نبذةٌ عن عمارة المتحف:
محتلّا لموقعٍ رائعٍ قريباً من مركز المدينة و الى جانب متنزّه لاله يقع متحف السجاد الايراني بإعتباره إحدى أهمّ مناطق طهران لجذب السائحين، بقي من العهد البهلوي حيث تمّ بناءه بأمرٍ من الملكة البهلوية فرح ديبا سنة 1967 الميلادية و على يد المهندس الايراني عبد العزيز فرمانفرمائيان الذي تولّى مسؤولية إنجاز هذه المهمة و أصبحت نتيجة جهوده مبنى مهيباً يجعل سائحيه في الوهلة الأولى مندهشين بعمارةٍ أنيقة و مثيرة للإعجاب أستخدمت في تصميم الواجهة الخارجية و تذكّركم بالنول، بحيث ترون واجهة المبنى مثقّبةً و ذلك لإلقاء الظلّ على الجدران و الحيلولة دون إرتفاع درجة الحرارة في الداخل فضلاً عن كونها مشيرة الى مستوى الذوق لدى المصمّم
الأنحاء الداخلية حيث يتمّ فيها تلفيقٌ مبهرٌ بين عظمة التاريخ و غنى الثقافة و لاسيّما إعجاب الفنّ؛
مساحات المتحف الداخلية الفسيحة البالغة سعتها الى 3400 متراً مربّعاً و تتكوّن من قاعتين؛ القاعة الأصلية التي تتوفّر في الطابق الأرضي و تعتبر متحفاً دائميّاً للسجادات الايرانية الفاخرة و القاعة الثانية التي تزورونها في الطابق الأوّل حيث تمّ تصميمها لإقامة المعارض المؤقّتة و الموسمية و تختصّ لعرض السجادات الايرانية و الدولية
القاعة الأصلية على ماذا تحتوي؟ ستنسون في هذه القاعة مرور الوقت و تندهشون بغاية الفنّ و منتهى الذوق، هنا تزورون مجموعةً من التحف الايرانية التي تعكس مدى تطوّر الايرانيين في صناعة نسج السجادات منذ تاريخهم القديم الى عصرهم الحاضر، تحتضن القاعة لحوالي 135 سجاداً تمّ نسجها يدوياً في أهمّ المناطق و المحافظات الايرانية التي كانت و لم تزل تشتهر بهذا الفن اللطيف، منها منطقة اذربيجان و كاشان و اصفهان و كرمان و خراسان و كردستان ،يمكنكم زيارتها و المقارنة بينها لأنّها مصنّفةٌ طبقاً لمناطق نسجها
نماذج اثرية فاخرة جعلت متحف طهران للسجاد الايراني فريداً بين مثيلاته العالمية:
سجادةٌ ثمينةٌ نسجت على يد فنّاني مدينة كاشان في أحجام 130-220 سم و يُطلق عليها اسم "سجادة ميرزا كوجك خان جنكلي" لأنّه نُقشت عليها صورةٌ من هذا البطل الوطنيّ الكبير و هو لبس زيّاً عسكرياً و يحمل بندقيّةً و مسدّساً
أقدم سجادةٍ في العالم؛ سجادة بازيريك المتمتّعة من طريقةً رائعة للغاية في نسجها و البالغة عمرها الى 2500 سنة ماضية و العائدة تاريخها الى العهد الأخميني، تتمكّنون من زيارتها في المتحف و تمّ العثور عليها سنة 1949 الميلادية في جنوب منطقة سيبري
السجادات الثلاثة المزركشة الحريرية المنسوجة في اصفهان طيلة العهد الصفوي، كانت تتزيّن بها قصور الملك العباسي
أضيفوا الى متعتكم قسماً يعرض نماذج مذهلة من السجادات الايرانية التي تعجبكم بطريقتها الخاصّة للنسج و تدعى "سجادات صور الشاهنامه البايسنغري" أي السجادات التي نقشت عليها صور لطيفة من قصص الشاهنامه (اثر الشاعر الايراني الكبير فردوسي)، قسمٌ يعكس لناظريه زوايا مدهشة من اساطير ايران و ثقافتها و دينها و أدبها و فنها
يضمّ متحف السجاد الايراني مكتبةً تحتضن حوالي 3500 الكتب و يقدّمها لسائحيها بأيّ لغةٍ يبحثون عنها منها العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الالمانية بالإضافة الى إحتضانها لأفضل الكتب و المجلّات و البحوث المنتشرة حول السجادات الشرقية و السجاد الايراني على الأخصّ و الى جانبها تتمكّنون من مشاهدة الافلام و الشرائح المختصّة بنسج السجاد و البسط و الحرف اليدوية الايرانية الأخرى
من أبرز معالم طهران الموصى بها؛ متحف السجاد الايراني، معلمٌ يستحقّ الزيارة و لايمكن وصفه عبر الكلمات مهما كانت معبّرة و يثير دهشة السائح بأيّ فئةٍ كان محبّاً للفنّ لاسيّما الفنون اليدوية الفريدة المستمدّة من الثقافة الغنية أو مهتمّاً بالتاريخ لاسيّما تاريخ ايران العريق و المجيد أو باحثاً عن أغنى مصادر للدراسة و البحث