مسجد جامع
مسجد جامع اصفهان يعتبر تحفة اثرية لا مثيل لها لتاريخ العمارة الايرانية والاسلامية و مثالا مثيرا للإعجاب لتطوّر مذهل شهدته عمارة المساجد خطوة بالخطوة على طول اثني عشر قرناً (منذ عام 771 الى نهاية قرن العشرين) و تم تسجيله من قبل يونسكو كموقعٍ للتراث العالمي بصفته أحد أقدم و أكبر الصروح الدينية الايرانية؛
مسجد جامع اصفهان الذي يدعى أيضا مسجد جمعه صرح مهيب و نفيس يقع في النسيج التاريخي للمدينة حيث ينتهي من جهة جنوب الشرقية الى سوق اصفهان الكبير (بازار بزرك اصفهان) و يقدّم لسائحيه مزيجاً رائعاً و بديعاً من أزهى الزخارف و أفخم الاساليب و الفنون المعمارية التي تحكي لهم عن العبقرية الإبداعية لدى الايرانيين و مواهبهم الفنية في العصور المختلفة من الساسانية والسلجوقية و حصل على ذروة جماله في عصر الصفوية.
يتميّز مسجد جامع بالعجائب المعمارية الساحرة للعيون منها الايوانات ذات القبة المزخرفة بالزخارف الساحرة الممتازة من القاشاني و قراميد الفسيفسائية و المقرنصات و هي تقع على زوايا المسجد الاربعة و تواجه بعضها البعض تماماً و تتمتع من ميزة مدهشة و هي أنّ كلّاً منها بُنيت على اساس الفنون و الانماط المعمارية التي تمثّل عهدا خاصّا لتاريخ العمارة، الميّزة التي جعلتها أُستخدمت طيلة القرون المتعاقبة كنموذج رائع للنمط المعماري و فنون الزخرفة لاسيما في بناء القباب و القاعات للصلاة و تزئينها.
مسجد جامع اصفهان يتمتّع من اكبر ساحة يمكن إيجادها في مساجد ايران فضلاً عن إحتضانه للقبتين الفاخرتين خاصّة القبة ذات الطبقتين المصممة بمنتهى الروعة و على طرفيها توجد قاعات للصلاة و هذه الميزة تُعد طرازا معماريا إبداعيا إستوحى منها المعماريون البارعون في المنطقة الاسلامية بأجمعها.هناك حوض ماء وسط الساحة الاصلية و شُيد عليه مبنى جميل يعتبر في الواقع تذكيراً لمبنى الكعبة في المكة المكرمة و كان يُستفاد منها كمكان لتدريب و ممارسة شعائر الحج قبل الزيارة.
مسجد جامع اصفهان يُعدّ متحفاثمينا و لافتا للنظر من خط اليد بالخطوط الايرانية و الاسلامية و ترون ذروتها في الانحاء الداخلية لا سيما في الايوان الغربي و خاصّة محراب يدعى محراب الجايتو بإعتباره أجمل المحاريب الموجودة في مساجد ايران و أكثرها تفرّدا و هو في الحقيقة يُعتبر مظهرا رائعا لفن الخط على الجبس.
بعد قضاء على الأقل نصف اليوم للتجول في انحاء مسجد جامع اصفهان العديدة و المزخرفة و اجواءها الروحانية و إلقاء نظرة عميقة و مجزية في خطوات التغيير و التطور التي شهدتها الفنون و العمارة الايرانية و الاسلامية ستغادرونها ملتقطين ساعات ممتعة للغاية و ذكريات حلوة و غنية بمعلومات بمنتهى الروعة.