مسجد شيخ لطف الله
جوهرةٌ ساطعةٌ في تاريخ العمارة الايرانية و الاسلامية؛ مسجد شيخ لطف الله، أحد أمثل معالم اصفهان التاريخية المهيبة و أكثرها تفرّداً ، في الزاوية الشرقية لساحة نقش جهان و مقابل عمارة عالي قابو ترون امامكم مسجداً لطيفاً بُنيت عليه قمّةٌ تخطف قلوبكم بغاية الجمال و الروعة ، تمّ بناء المسجد بأمرٍ من شاه عباس الملك الصفوي الكبير و على يد محمد رضا اصفهاني أحد جهابذة فناني العمارة ، سُمّي بهذا الاسم تكريماً للعالم الفاضل الجليل شيخ لطف الله الميسي الذي كان يشتغل فيه بالصلاة والتدريس مدعوّاً من قبل الملك الصفوي.
أزهى زخارف القاشاني بالوانها الزاهية و أروع الارابيسك المتوفّرة داخل القمّة و خارجها الى جانب الكتيبات الباهرة التي تجعلكم مسحورين بالموهبة الفنية لدى خطّاطها الايراني الشهير عليرضا عباسي فضلاً عن محراب المسجد المزيّن بانواع القراميد والمقرنصات الرائعة بإعتباره أحد أجمل المحاريب المتوفّرة في مساجد اصفهان هي التي تجعل مسجد شيخ لطف الله من روائع العمارة الدينية الايرانية مثلما تجعلكم تخوضون تجربة إثارةٍ لا مثيل لها.
هناك الشيئان يُميّزان المسجد بين مثيلاته في العالم الاسلامي: الشئ الاول أنّه لا يتمتّع من المنارة والساحة بسسب بناءه مخصّصاً للعائلة الحاكمة، الشئ الثاني هو ممرّه المزخرف بتزئيناتٍ لطيفةٍ و المصمّم على طرازٍ فريدٍ بحيث يعطيكم دوراناً لدرجة 45 درجة للوصول الى قاعة للمسجد للصلاة متأكّدين من إتّجاه القبلة.
الهندسة المعمارية المنسّقة تماماً و الاجواء الروحانية المليئة بالهدوء لاسيّما الالوان الفاخرة و الجميلة و الاضواء الطبيعيّة الساطعة من النوافذ المشبّكة تعدّ من أهمّ الاسباب التي تفتن انظاركم و تبعث السكينة في نفوسكم تسجّل لكم ذكرياتٍ بذروة السعادة والاحساس و تعطيكم هدوءاً لا نظير له قلّما تجرّبونه طيلة حياتكم ، مثلما عبّر "لوئيس اي كان" المعمار الامريكي الشهير عالميّا عن زيارته لمسجد شيخ لطف الله بهذه العبارة : لا أتمكّن من أن أرسم اثراً كهذا إلّا في عالم الخيال و بحبرٍ من الذهب و الفضّة.