زقورات جغازنبيل

معبد زقورات جغازنبيل الأثري


خيارٌ يوصى به لمحبّي التجوّل في زوايا التاريخ و التعرّف على أعرق الحضارات التي تمّ إنشاءها في أحضان التاريخ لاسيّما عن ايران بإعتبارها إحدى أكثر حضارات العالم عراقةً و إزدهاراً أو للذين يودّون زيارة أمّ المعابد الايرانية؛ زقورات جغازنبيل أضخم المعابد في العالم و أحد أقدمها و أكثرها إحتفاظاً على الجمال والمتانة والمبنية بغاية الفن و منتهى الهندسة، اثرٌ مهيبٌ و مبنى عظيمٌ يأخذكم في جولةٍ لا تُنسى الى آلاف سنين قبل ميلاد المسيح أي الى الحضارة العيلامية المجيدة حينما تمّ تشييده من القرميد الطيني و لم يزل يحتفظ على عظمته و يلفت عيون السياح بعمارته و لم يستسلم لمرور الزمان و حوادث الدهر ليكن مثالاً فريداً في نوعه ممّا تشتهر به إمبراطورية العيلاميين من الفنون و الاساليب المعمارية المذهلة، إذن إن كنتم تودّون أن تتعرّفوا على موقعٍ مثاليٍّ تحتلّه زقورة جغازنبيل أو تعرفوا انحاءها و ميزاتها المعمارية الرائعة يرجى مرافقتنا الى النهاية.


ما هي الزقورات و ما هو سبب التسمية؟


الزقورات كلمة أكدية تُطلق عليها في الفارسية "زیگورات" و هي تعني تشييد المبنى مرتفعاً للغاية و الغرض من هذه التسمية هوالمعابد الطينية الصلبة المدرجة و المرتفعة و المشيدة من الطين و الآجر، كان يتمّ بناءها في بلاد بين النهرين و ايضاً في الهضبة الايرانية الغربية على يد العيلاميين على أشكال المستطيلة أو المربعة أو البيضاوية، الهياكل العظيمة التي كان الصانعون يقومون ببناءها تكريماً لآلهتهم و هديةً منهم اليها معتقدين بأنّها تتولّى مسؤولية حماية المدينة و المحافظة عليها مثلما توفّر لهم إمكاية الإتصال بين الارض و السماء.


و اليكم أيضاً عن تسمية زقورة جغازنبيل؛ جغازنبيل كلمة أثرية متشكلة من كلمتين "جغا" التي تأتي في الفارسية بمعنى "التلّ" و كلمة "زنبيل" التي تجدونها في الفرسية بمعنى "السلة" و هذه التسمية تشير الى كون المبنى مدفوناً تحت الارض على شكل سلةٍ مقلوبةٍ طيلة القرون حتى تمّ إكتشافه على يد رومان كريشمن عالم الآثار الفرنسي طوال سبعة مواسم منذعام 1951 الى عام 1961 الميلادي.


موقعٌ رائعٌ يحتلّه الأثر


لزيارة زقورة جغازنبيل بإعتبارها من الآثار الايرانية الأولى التي تمّ تسجيلها في قائمة يونسكو للتراث العالمي ندعوكم الى جنوب غرب ايران الى محافظة خوزستان حيث يستقبل منكم بحفاوة و السرور راقدةً في موقعٍ رائعٍ جداً قريبةً من مدينة شوش الأثرية (سوسة) على ضفة نهر دز و على بعد مسافةٍ قصيرةٍ عن مدينة شوشتر التاريخية لتجعلكم ضيوفاً خاصّين ملتقطين ذكرياتٍ مجزيةٍ بجوارها.


تاريخ الإنشاء


اواسط القرن الثالث عشر قبل ميلاد المسيح أي حوالي سنة 1250 و في سهلٍ واسعٍ على ضفة نهر الدز و بإمرٍ من الملك العيلامي أونتاش نابيريشا تمّ إنشاء مدينة ٍ فسيحةٍ دُعيت "دور أونتاش" تكريماً لإسم الملك، مدينةٌ محصّنةٌ كبيرةٌ سرعان ما تحوّلت الى عاصمة العيلاميين السياسية و خاصّةً الدينية و كانوا يجتمعون فيها لإنجاز مناسكهم الدينية الهامّة و ذلك بفضل إحتضانها للعديد من المعابد لاسيما زقورة جغازنبيل التي تتوسط المدينة فوق تلٍ مرتفعٍ حيث أصبحت اليوم ملفتةً لانظار الزائرين بإعتبارها أكبر النصب التذكارية المتبقية من الحضارة العيلامية و قام الملك بتشييدها لتكن هديةً فاخرةً منه الى الهة "اينشوشيناك" الإله الأعلى مكانة بينهم لأنّها كانت تحمي المدينة و تحافظ عليها.


الأسلوب المعماري الذي تمتاز به زقورة جغازنبيل


المبنى الديني الأول الذي شُيّد في ايران و الموقع التاريخي البارز الذي يتمتّع من مكانةٍ مرموقةٍ في المجتمع الدولي على الأخصّ بين المهتمّين بالعجائب التاريخية العالمية؛ جغازنبيل حيث يُعدّ صرحاً فخماً مستحقاً لزيارة و مبنياً وفقاً للأسلوب المعماري الرائع في 5 اطباق و الطابق الأخير كان يعتبر المعبد الأصلي أو المكان المخصّص لإستقرار الالهة، يبلغ ارتفاعه الى أكثر من 50 متراً و له أحجام فسيحة بالغة سعتها الى 105 في 105 متراً، أستخدم فيه ملايين قطعة من الطين و آلاف قطعة من الطوب المصقول و المشوي عبر النار، بالإضافة الى تشييد المبنى في شكلٍ تكون اضلاعه نحو الجهات الأربعة الاصلية و ايضاً تمّ تزويده بالسلالم ذات اقواسٍ كرويةٍ زائدةٍ من روعة العمارة.


جدران طوبية تتكلم معكم


من الميزات الهامة التي تجعل زيغورات جغازنبيل مميزة بين معالم ايران و العالم هي إحتضانها لأكثر من 5000 طوبٍ قد أستخدمت في الجدران بصورةٍ منتظمة و تجذب عيونكم بما كتبت عليها يدوياً من المكتوبات التي تكشف عن اسرار المبنى و تدلّ على إجادة العيلاميين في الخط و فنون الرياضيات


أقدم محطة العالم لمصفاة المياه


نقل المياه الى مدينة دور أونتاش يعتبر من الروائع المعمارية و الهندسية التي تمتاز بها هذا الاثر مستفيداً فيه من قوانين فيثاغورث، أمرالملك بتشييد قناةٍ بالغةٍ طولها الى 45 كم لكي يتمكّن الأهالي من الاستفادة من مياه نهر كرخه، مياهٌ كانت تعبر من سبعة تلال في سهل خوزستان حتى تصل الى المدينة و للحيلولة دون تلويثها و تعكيرها كانت تنزل في الاحواض الصغيرة و الكبيرة ثمّ كانت تقضي الطريق عبر أنابيب الماء نظيفةً و صافية.


الانحاء التاريخية المحيطة بالمعبد


عند وصولكم الى معلم زقورات جغازنبيل ترون في الوهلة الأولى الجدران الثلاثة الدائرية العظيمة، إذن للوصول الى القسم الأصلي للمعلم يجب العبور من الجدار الأول الذي كان يحيط بالمدينة كلّها ثمّ تصلون الى الجدار الثاني الذي يحتضن عدداً من المعابد و المباني الأثرية الأخرى مثلما يرشدكم الى الجدار الثالث الذي يأخذ الزقورة في أحضانه كلؤلؤةٍ ثمينةٍ و يشتمل على 6 مداخل لاسيّما المدخل الملكي المجلل حيث تزورون بجانبه عدداً من القصور و المقابر الملكية.


أنسب فترةٍ للزيارة


لكي تعثروا على زيارةٍ ممتعةٍ و تسجّلوا اوقاتٍ حلوةٍ بجوار هذه القطعة الثمينة من حضارة ايران ننصحكم كأصدقاء بالذهاب اليها منذ أواخر الشتاء الى اوائل الربيع بإعتبارها فترةٍ زمنيةٍ ترحب بكم خوزستان مع أجمل طقسٍ مثلما تمكّنكم من الإستمتاع ببقية آثارها المستحقة للزيارة مثل مدينتي شوش و شوشتر الأثريتين، تستغرق منكم زيارة جغازنبيل ثلاث أو اربعة ساعات فنقترح لكم ودياً إختيارها في برامجكم الصباحية


مجموعة زقورات جغازنبيل الأثرية تعدّ إحدى أبرز معالم ايران التي يوصيكم بها كلّ سائحٍ نجح في العثور عليها بإعتبارها دليلاً بارزاً و نموذجاً باهراً للذين يبحثون عن روائع ايران و عجائبها الفنية الممثلة للجميع قِدَم تاريخها و عراقة حضارتها و إبداعية ابناءها و لو كانوا يعيشون فيها طوال آلاف سنين قبل ميلاد المسيح، فلا تفوتوا هذا الاثر فاخر الذي يحوّل اوقاتكم الى أجمل ذكرياتكم.

مجموعة برشياتريب من أكبر مواقع ايران لحجز الفنادق عبر الانترنت و اكثرها نشاطا توفر إمكانية حجز مريح و آمن و سريع لمئات الفنادق الداخلية و شراء تذاكر الطيران و ذلك عن طريق تقديم الخدمات السياحية الأكثر شمولا و الأكثر موثوقية. حصلت المجموعة على الموافقة من قبل الحكومة الايرانية و منحت رمز الثقة الالكتروني من قبل مركز تطوير التجارة الإلكترونية الايرانية بوزارة ايران للصناعة و المناجم و التجارة.